الاتصال الآمن هو الركيزة الأساسية لمستقبل الدفاع والأمن

ريادة الفكر، بقلم برنارد رو، الرئيس التنفيذي لشركة THALES في المملكة العربية السعودية وآسيا الوسطى

مع مواجهة قطاعي الدفاع والأمن تهديدات جديدة وناشئة، أصبح الاتصال الآمن أمراً بالغ الأهمية، سواء في الوقت الحالي أو في استشراف مستقبل القطاع.

وفي الوقت الحاضر، أكد القادة الدوليون على أهمية تحديث الدفاع من خلال التحول الرقمي لتمكين شركات الدفاع من الحفاظ على ميزة تنافسية في البيئة الأمنية العالمية سريعة التغير والتقدم.

SYNAPS-H

كما يقع التحول الرقمي في قلب التحول الاستراتيجي الجاري في الشرق الأوسط. وتحدد رؤية السعودية 2030 هدفاً يتمثل في توطين شراء المعدات والأنظمة الدفاعية بنسبة %50 بحلول عام 2030، وتهدف المبادرات المحلية، مثل شركة «سامي تاليس للأنظمة الإلكترونية» (STETS)، إلى تصنيع أنظمة دفاعية رقمية متطورة داخل المملكة. وبالمثل، تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تنفيذ برنامج الثورة الصناعية الرابعة. وواحد من ركائزه الأساسية هو نمو قطاع الدفاع الوطني، الذي تم تحديده كصناعة رئيسية للمستقبل.

وتستند استراتيجيات التحول الرقمي لحكومات المنطقة أيضاً إلى التركيز القوي على الاتصال الآمن والأمن السيبراني. يضمن الاتصال الآمن حماية الاتصالات الهامة وعمليات نقل البيانات من الاعتراض والتلاعب والوصول غير المصرح به. وهذا أمر بالغ الأهمية لأن سلامة وسرية الاتصالات أمر حيوي للاستنفار ومواكبة قطاع الأمن للمستقبل.

حدثت تطورات هائلة في مجال الاتصال الآمن في السنوات الأخيرة. للبقاء في طليعة الركب، ومن الضروري تحديد وتنفيذ الابتكارات التي من شأنها تعزيز الكفاءة التشغيلية وتوفير آليات دفاع قوية من التهديدات المتقدمة والمتطورة.

شرعت شركات الدفاع في المنطقة بالفعل في تنفيذ استراتيجيات شاملة لضمان الاتصال الآمن الذي يغطي العديد من نقاط الاتصال الإستراتيجية، ما يساعد في الحفاظ على نظام صامد وقوي وآمن تماماً. فيما يلي بعض المسارات التي تمثل ضرورات استراتيجية لضمان الاتصال السلس والآمن والمأمون.

اعتماد السحابة

تعد تكنولوجيا الحوسبة السحابية اليوم ضرورة للاتصال الآمن، ومن المقرر أن تصبح النمط المفضل للحوسبة في السنوات المقبلة. تتبنى الشركات في جميع أنحاء العالم بالفعل تكنولوجيا الحوسبة السحابية بسرعة وهي تلعب دوراً رئيسياً في الدفاع والأمن، مع وظيفة حاسمة في رقمنة هذه القطاعات.

تضطلع منطقة الشرق الأوسط بدور رائد في اعتماد السحابة. وفي المملكة العربية السعودية، من المتوقع أن يصل الإنفاق السنوي على الخدمات السحابية العامة إلى 3.9 مليارات دولار في العام 2027. وفي جميع أنحاء المنطقة، هناك توجه مماثل، مدفوع بعوامل مثل تطوير مشروعات جيجا التي تتطلب بروتوكولات أمنية متقدمة، وتشريعات توطين البيانات، ورقمنة الخدمات.

مع حاجة قطاع الدفاع والأمن إلى أن يكون أكثر مرونة وابتكاراً واستباقاً للتطور، سيكون اعتماد السحابة أمراً بالغ الأهمية لأنه يوفر المرونة وقابلية التوسع. وهذا سيمكن المؤسسات الدفاعية من تحسين التعاون بين الوكالات، وإدارة فعالة لكم هائل من البيانات، وإجراء الأنشطة المعقدة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد. كما أن اعتماد السحابة يمكنها من استخدام البيانات بطريقة استراتيجية تساعد في تحقيق أهداف أعمالها.

على الرغم من أن اعتماد السحابة يبرز كأداة اتصال آمنة رئيسية في المستقبل، فمن المهم أيضاً توخي الحذر من المخاطر التي تنطوي عليها، بما في ذلك خروقات البيانات، أو أسطح الهجوم غير المُدارة، أو التكوينات الخاطئة، أو حتى الخطأ البشري من إدارة السحابة. تشير التقديرات إلى أنه بحلول لبعام 2025، سيكون الخطأ البشري سبباً لـ %99 من جميع حالات فشل الأمان السحابي.

ومع ذلك، يجب عدم التغاضي عن الغرض الحقيقي والفائدة من اعتماد السحابة أي الاتصال السلس والآمن، لا سيما مع التصورات المبهمة أن اعتماد السحابة يقلل الأمن، وهو تصور في غير محله مع وجود الأدوات والمهارات والشركاء المناسبين.

الذكاء الاصطناعي

لقد أحدث الذكاء الاصطناعي (AI) تغييراً جذرياً في كل مناحي الحياة. على سبيل المثال، تدخل وزارة الدفاع السعودية عصر مبادرات الدفاع الفضائي مع التركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي.

سوف يلعب الذكاء الاصطناعي التوليدي دوراً رئيسياً في الاتصال مستقبلاً، وعلى شركات الدفاع ألا تغفل قدرتها على توفير توليد السيناريوهات بالإضافة إلى الدعم في مجال الاتصالات. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تؤدي التطورات في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى إعادة تشكيل قطاعي الدفاع والأمن من خلال التحليلات التنبؤية والأنظمة المستقلة، والأهم من ذلك، الأمن السيبراني.

SYNAPS-V

ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً تحليل كم هائل من البيانات وتحديد الأنماط فيها، مع التحليلات التنبؤية التي تساعد في تحديد التهديدات المستقبلية. سجلت شرطة دبي، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تعزيز المراقبة، انخفاضاً بنسبة %25 في الجرائم الخطيرة خلال الربع الأول من عام 2023. وتخطو المملكة العربية السعودية خطوات كبيرة مع كشف وزارة الداخلية السعودية عن أول سيارة أمنية كهربائية في المملكة، والتي ستستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لرصد المخالفات الأمنية ومخالفي قانون المرور والمجرمين المطلوبين.

ويجب على شركات الدفاع والأمن الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي مع فهم المخاطر المرتبطة به. على الرغم من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستستشرف مستقبل الاتصال الآمن، إلا أنها ليست محصنة ضد التهديدات الأمنية ويمكن أن تكون عرضة لهجمات مثل تسميم البيانات، أو تشويه النماذج، أو الوصول البشري غير المصرح به إلى المعلومات الحساسة. هذه هي المجالات التي يتم تقييمها باستمرار من خلال البحث والتطوير المستمر.

ومن خلال الإشراف الدقيق والتطبيق الحكيم والمراقبة والإشراف المناسبين، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يلعب دوراً رئيسياً في تعزيز مستقبل الاتصال.

دعم قابلية التشغيل المشترك وتنفيذ الأنظمة النموذجية

نظراً للطبيعة المتعددة الأوجه لقطاعي الدفاع والأمن، فإن التعاون الرقمي وقابلية التشغيل المشترك يمثلان بالفعل أولوية استراتيجية. تعد قابلية التشغيل المشترك أمراً بالغ الأهمية للعمليات المشتركة، ولقوات التحالف، والتنسيق بين الوكالات المتعددة.

تنطوي قابلية التشغيل المشترك على إمكانات كبيرة من حيث تمكين القوات العسكرية من الوصول المباشر والأسرع مع الآخرين، ما يتيح سرعة الاستجابة للمهمة أو الموقف الحرج المطروح.

على حلول الاتصال الآمنة التي تختارها شركات الدفاع أن تدعم إمكانية التشغيل المشترك لتمكين التواصل والتعاون الفعال بين الأنظمة وأصحاب المصلحة المختلفين.

كما أن الأنظمة النموذجية ستشكل مستقبل الاتصال الآمن، ما يسمح لشركات الدفاع والأمن بالتكيف مع متطلبات الدفاع المتغيرة والتقدم التكنولوجي. وعادةً تكون مصممة بمكونات قابلة للتبديل والتي يمكن تهيئتها وتحديثها بسهولة.

الميزة الرئيسية للأنظمة النموذجية هي المرونة التي توفرها، ما يسمح للشركات بتلبية احتياجات المهام المحددة، وبالتالي توفير حل مخصص للاتصال الآمن.

توفر الأنظمة النموذجية أيضاً قابلية التطوير، وهو أمر مفيد عندما تحتاج عملية دفاعية معينة إلى التوسع أو التطوير بشكل أكبر.

دور SYNAPS – نظام اتصالات لاسلكي متقدم

ستقوم الاتصالات اللاسلكية المتقدمة بقولبة الاتصال الآمن. لدى القوات المسلحة حاجة ملحة للتواصل بشكل آمن وفي الوقت الفعلي بعضها مع بعض ومع شركاء التحالف.

تلبي شركة «تاليس» THALES هذه الحاجة من خلال جهاز SYNAPS، وهو نظام اتصالات لاسلكي متخصص يوفر مزيجاً مثالياً من معدلات البيانات والأمان والاتصال. كما يقدم جهاز SYNAPS أداءً ممتازاً للنطاق وحماية من التشويش في ميدان القتال، ما يعزز طيف التردد لنفس البيانات المفيدة في جميع الأنحاء. وهو يمثل تطوراً كبيراً في الاتصالات اللاسلكية، من المقرر أن يشكل مستقبل الاتصال في مجال الدفاع والأمن.

وفي الختام، يعتمد مستقبل الاتصال الآمن في مجال الدفاع والأمن في جميع أنحاء الشرق الأوسط على التبني الفعال للابتكارات التقنية المتقدمة، حيث أنها تعد بتعزيز الكفاءة التشغيلية وآليات الدفاع القوية.

جهاز SYNAPS، هو نظام اتصالات لاسلكي متخصص يوفر مزيجاً مثالياً من معدلات البيانات والأمان والاتصال

ومع ذلك، يجب أن يتبع اعتماد التكنولوجيا العناية الواجبة بشأن المخاطر المرتبطة بها، مع التركيز على الممارسات الأمنية الصارمة لحماية الاتصالات والبيانات الهامة. ومن خلال إعطاء الأولوية للاتصال الآمن، يمكن لمنظمات الدفاع الحفاظ على ميزتها الاستراتيجية والاستجابة بفعالية للتهديدات العالمية الآخذة في التطور.^

الشركات
منتجات
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2024
رقم الصفحة
56

أخر المقالات