مجموعة حاملات الطائرات التابعة لحلف شمال الأطلسي تختبر الردع الجماعي
مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي NATO في مؤتمر عقد مؤخراً في لندن، إن الحلف يعزز وجوده البحري الآني والطويل الأمد لتطوير قدرة الردع الآن وفي المستقبل.
كجزء من استجابتها الاستراتيجية الأوسع نطاقاً لعدم الاستقرار الأوروبي - الأطلسي منذ العام 2014، وبخاصة منذ بداية الصراع في أوكرانيا، عززت الدول الأعضاء في الناتو - بشكل فردي وجماعي - وجودها البحري.
وقال الأدميرال روب بوير، ضابط في البحرية الملكية الهولندية وحالياً رئيس اللجنة العسكرية للناتو، أمام مؤتمر القوات البحرية التابع لمعهد RUSI في الخامس من نيسان / أبريل الفائت: «تركز القوات البحرية التابعة لحلف الناتو على وضع موقف رادع ذي مصداقية، وتعمل بنشاط لتجنب أي سوء تقدير أو تصعيد غير مقصود. ولكن أيضاً للتأكد من أن عزم الحلف على الرد على التهديد يجب ألا يكون موضع شك».
يتضمن الوجود البحري الحالي لحلف الناتو خمس حاملات طائرات منتشرة عملانياً على امتداد المسرح الأوروبي - الأطلسي، وهي: حاملة الطائرات البحرية الأميركية USS Harry S Truman، والفرنسية Charles de Gaulle والمجموعات الضاربة الحاملة CSGs، والإيطالية ITS Cavour، العاملة في البحر الأبيض المتوسط، والبريطانية HMS Queen Elizabeth العاملة في منطقة شمال المحيط الأطلسي والحاملة HMS Prince of Wales والمجموعة الضاربة CSG التابعة لها في القطب الشمالي، للمشاركة في تمرين «الاستجابة الباردة» Cold Response الخاص بالحلف.
فيما يتعلق بالتزام التحالف بالردع الجماعي والدفاعي، قال باور: «إن أحد الأمثلة الجيدة على ذلك هو عمليات النشر الأخيرة لمجموعات الحاملات الضاربة CSGs عبر امتداد البحر الأبيض المتوسط وقبالة ساحل النروج - ليس تهديداً جغرافياً فحسب، ولكنه عرض قوي للغاية للقدرة».
وأشار باور أن مجموعات CSGs هذه هي من بين أكثر من 150 سفينة حليفة في البحر. وكجزء من هذه الكتلة، تابع قائلاً: « بشكل حاسم قمنا بتجهيز القوات البحرية الدائمة التابعة لحلف شمالي الأطلسي SNF بشكل كامل». وأوضح أن وجود مثل هذه القوات الأمنية الوطنية أمر بالغ الأهمية: «جنباً إلى جنب مع الهجمات السيبرانية والفضائية، يعد المجال البحري المجال الوحيد الذي تلتقي فيه قوات الناتو والقوات الروسية بالفعل، في المشاعات العالمية».
إن وجود قوات مثل SNF هو أمر أساسي لمفهوم «الردع والدفاع في المنطقة الأوروبية – الأطلسية» DDA الخاص بحلف الناتو. واستجابة للصراع في أوكرانيا وبموجب مفهوم DDA، قال باور: «للمرة الأولى في تاريخ الحلف، قمنا بتنشيط جميع خطط الاستجابة الخمس المتدرجة ونشرنا عناصر من قوة استجابة الناتو على غرار قوة المهام المشتركة العالية الجهوزية في سياق الردع الجماعي» بحسب باور. ضمن هذا الرد، تعمل قوات SNF الآن كقوات مهام بحرية عاليه الجهوزية تحت قيادة وسيطرة الناتو. كما أكد الأدميرال باور على أهمية مواصلة الاستثمار في القدرات والمفاهيم المستقبلية.
إلى جانب استثمارات الدول الأعضاء في الغواصات، والفرقاطات، وطوافات الحرب المضادة للغواصات ASW، وطائرات الدورية البحرية والأنظمة غير الآهلة يتطلع الناتو بشكل جماعي إلى تحسين المراقبة البحرية. وقال باور: «يعمل المجتمع البحري لحلف شمال الأطلسي على تطوير مفهوم «المحيط الرقمي»، الذي تم تصميمه لتحسين قدرة الحلفاء على «رؤية محيطات من خلال إنشاء شبكة عالمية من أجهزة الاستشعار، من قاع البحر إلى الفضاء لتوقع التهديدات، وتحديدها وتصنيفها ومكافحتها بشكل أفضل».
وأردف قائلاً: «يعمل الناتو على فهم إمكانات التكنولوجيات الناشئة المحملة في المجال البحري».
ومن خلال مشروع مبادرة الدفاع الذكي لحواجز الحرب المضادة للغواصات ASW على سبيل المثال، يستكشف الحلفاء استخدام الأنظمة غير الآهلة، و«البيانات الضخمة» Big Data، والتعلم من خلال الآلة لتطوير أساليب مرنة ومجزية اقتصادياً لردع ورصد الغواصات.