مراكن الأسلحة المشغّلة عن بُعد ROWS

تشهد «مراكن الأسلحة المُشغَّلة من بُعد» ROWS حضوراً متنامياً في برامج العربات العسكرية خلال الآونة الأخيرة، ولا سيّما في شريحة مراكن الأسلحة ذات الأعيرة المتوسطة. وتُركِّز الشركات المُصنِّعة على توسيع نطاق استخدامات هذه الأنظمة، وتعزيز قدراتها لإتاحة تشغيلها ذاتياً بنمطٍ غير آهل وفي أدوار الدفاع عن الحدود الخارجية.

وثمة عددٌ من الفوارق بين «مراكن الأسلحة المُشغَّلة من بُعد» ROWS التقليدية والفئة الأكبر للأبراج غير الآهلة. فعلى سبيل المثال يمكن الدخول إلى الأبراج الآهلة من داخل العربة، في حين يتعذّر ذلك مع مراكن الأسلحة التقليدية. وهذا يتصل بفارقٍ كبيرٍ ثانٍ - إنّ مراكن ROWS لا تتَّسِم بالمستويات ذاتها من الحماية التدريعية مقارنةً بالأبراج غير الآهلة.

وإضافةً إلى ذلك، تُجهَّز «مراكن الأسلحة المُشغَّلة من بُعد» ROWS تقليدياً بأعيرة أصغر، ولو أنّها يزداد اعتمادها في مجال الأعيرة المتوسطة، التي تشمل أسلحة من عيار 30 ملم، على سبيل المثال.

عائلة Protector من Kongsberg لمراكن الأسلحة المشغّلة عن بُعد

تُعتبر شركة «كونغزبيرغ للدفاع والجوفضاء» Kongsberg Defence & Aerospace مشاركاً رئيسياً في هذه الشريحة من الأسلحة من خلال عائلة مراكن الأسلحة المُشغَّلة من بُعد «بروتكتر» Protector، والتي تشتمل على مراكن تقليدية وأبراج غير آهلة على غرار البرج MCT-30. وفي الشريحة الأولى، قامت الشركة بتزويد الجيش الأميركي بأكثر من 12,000 «مركن سلاح مشترك مشغَّل عن بُعد» CROWS، وهي أيضاً مورِّد للأبراج غير الآهلة MCT-30 إلى شركة «جنرال دينامكس لاند سيستمز» General Dynamics Land Systems (GDLS)، التي تقوم بدمجها في عرباتها الجديدة ذات الأسلحة المحدَّثة «دراغون» Dragoon لصالح «فوج الفرسان الثاني» ( (2nd Cavalry Regiment  في الجيش الأميركي.

 CROWS M153

وكان من شأن تراجع العمليات في أفغانستان والعراق أنْ خفَّضَ الطلب على القدرة المتزايدة على البقاء أو النجاة التي تُوفِّرها مراكن الأسلحة المشغَّلة عن بُعد RWS. وقال آرني جينيستاد Gjennestad Arne، نائب رئيس قسم التسويق والمبيعات لمراكن RWS وأبراج MCT لدى شركة Kongsberg، إنّ السوق في الإجمال تراجعت قليلاً مقارنةً بالسنوات الأخيرة. ويُركِّز العملاء الأميركيين للشركة أيضاً على تجديد الأنظمة المزوَّدة بالفعل، فضلاً عن تحديثها عبر «برنامج تجديد التكنولوجيا» لصالح «مراكن الأسلحة المشتركة المشغَّلة عن بُعد» CROWS. وأوضحَ جينيستاد: «نعمل على ضمان تزويد التحديثات التكنولوجية الضرورية بحيث تتلقَّى التطبيقات الحالية بعض القدرات الجديدة.

وفي هذا الصدد قال جينيستاد بأن Kongsberg لبّت بثبات متطلبات تقوية المدى وقدرات الفتك للمأثرات المتوافرة في مراكنها للأسلحة المشغلة عن بُعد. وهناك تحرك أيضاً لدمج الأسلحة المضادة للدبابات أو وصواريخ الدفاع الجوي، على غرار «جافلين» Javelin و«ستينغر» Stinger بالتتابع إضافة إلى المدفع الرشاش، وباستطاعة العميل اختيار المؤثر الذي يناسبه اعتماداً على الهدف.

ولقد كان هذا التفكير وراء تطوير Protector RWS – LW30، بحسب ما أوضح جينيستاد. وهذا النظام هو أفضل إلى حد ما من الطراز المعياري، ولكنه يزود المشغل بطقم موسع من الخيارات. وبحسب Kongsberg، لدى المركن LW30 المدفع الرشاش M230 LF عيار 30 ملم كسلاح رئيسي ولكنه يتضمن أيضاً رشاشاً محورياً عيار 7.62 ملم وقاذفاً لصواريخ Javelin.

وقالت Kongsberg بأن هذه المرونة والتراكبية توفر قدرة أسلحة شديدة الفعالية لعدة حاجات عملانية والتي تراوح بين عدة أسلحة يسهل تركيبها بواسطة المشغل.

منافسة قاسية

لفتَ جينيستاد إلى أنّ المنافسة تغدو أصعب وأقسى من قِبَل شركاتٍ عديدة، ومع ذلك لا تزال الشركة تتلقّى طلبات جديدة لنظامها Protector سواء في الولايات المتحدة أو في الأسواق الدولية حيث أصبحت مراكن RWS مكوِّنا مشتركاً بازدياد في برامج العربات، سواء للأسطول بأكمله أو على الأقل لأنواعٍ محدَّدة فيه. إنّها عادةً ما تكون مطلباً في جميع برامج العربات.

وبحسب ناطقٍ باسم شركة «أف أن هيرستال» FN Herstal ثمة طلبٌ متنامٍ على «مراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعد» RWS لكي تشتمل على عددٍ من «الوظائف الذكية» ولكي تعمل على أعدادٍ كبيرة منها بالتنسيق معاً ولو أنّ الطلب لا يزال مهمّاً على الطرز الآهلة: «تلعب مراكن RWS دوراً كبيراً في مسارح العمليات، ومع ذلك لا تزال الطرز الآهلة تحظى بمكانتها».

وطوّرت الشركة مركني RWS للتطبيقات البرّية: Light deFNder و Medium deFNder. ويمكن استخدامهما في سلسلة من الأدوار الهجومية والدفاعية لاشتمالهما على مدافع رشّاشة ومنصّات إطلاق قنابل دخانية فضلاً عن أجهزة تُلبِّي احتياجات المراقبة والإلمام بالوضع المحيط.

Kongsberg

صمم مركن Light deFNder لتأمين قدرة رمي عن بُعد خفيفة الوزن حيث يحظى المشغِّل بالحماية تحت الدرع، وفقاً لشركة  FN Herstal. وهو يستهدف العربات التي لا يسعها أن تتحمَّل مركن سلاح أثقل وزناً أو تلك التي لا تتطلّب مدفعاً رشّاشاً ثقيلاً أو قدرة للدفاع عن المحيط. وقد جرى تطويرها على نحو أمثل لكي تحتضن رشّاشَين عيار 5.56 ملم و 7.62 ملم.

في المقابل، يمكن تركيب Medium deFNder على عربات خفيفة ومتوسطة وثقيلة، كما تؤكّد شركة FN Herstal. ويمكن تجهيزها بمجموعة من مختلف أنواع الأسلحة، على غرار الرشّاش defender Mini (FN M249) عيار 5.56 ملم والرشّاش الثقيل FN M3R   عيار 12.7 ملم فضلاً عن قواذف رمّانات أوتوماتيكية عيار 40 ملم. وتطوّرت الأنظمة على مر السنين مدفوعة بمطالب السوق المتغيرة، بحسب الناطق باسم الشركة الذي أشار إلى تضمين وصلة تردُّد راديوي RF، تتيح إدماج مركني deFNder في «عربة أرضية غير آهلة» UGV.

وعملت الشركة مع «ميلريم روبوتكس» Milrem Robotics في هذا المجال، حيث جرى تركيب مركن Medium deFNder على منصّة «ثيميس» THeMIS من إنتاج هذه الشركة أيضاً. وجرى نَشْر هذا النظام خلال تمارين Spring Storm 2017 في إستونيا لإجراء تجارب في عددٍ من المعارض الدفاعية.

أكثر اقتدراً من الأبراج

باتت القوّات البرّية في أنحاء العالم تتبنّى بازدياد «مراكن الأسلحة المُشغَّلة من بُعد» RWS، ولا سيّما في الولايات المتحدة، ومعظم الدول الأوروبية، والخليج العربي وآسيا. فهذه المراكن تُضاهي الاشتقاقات الآهلة بقدرتها على الفتك لكن تتفوّق عليها بميزاتٍ مهمة على غرار الوزن الأخف، والقدرة الأكبر على البقاء بفضل الحماية الدرعية الجيّدة للرامي والآمر، وكذلك كونها مُجزية أكثر في كلفتها من الأبراج الآهلة.

وقد تطوّرت هذه التكنولوجيا في اتّجاهاتٍ عديدة، ولا سيّما من خلال إضافة قدرات متقدِّمة لمعالجة الصور والمناظير المحسَّنة، النهارية منها والليلية. وهذا ما يتيح توفر أمداء مراقبة وحقول رؤية أوسع زاويةً وحيازة أهداف أكثر دقّةً بكثير، حتى في الأحوال الجوّية السيئة. فالرادارات الأخف وزناً والأقل كلفة الجديدة ستصبح جزءاً من نظام حيازة الأهداف وتُحسِّن بشكلٍ كبير القدرة على الإطباق على الهدف في جميع الأوقات والأحوال الجوّية.

Light deFNder

وتتضمن مجموعة شركة «سامسون» Samson أربعة منتجات تراوح بين رشاش عيار 5.56 ملم ومدفع 30 ملم. وقامت الشركة بتسليم نحو 1000 مركن سلاح مشغل عن بُعد أوائل العام 2014، بحسب ما قال ناطق رسمي باسم الشركة مضيفاً أن هناك أكثر من 5000 مركن قيد الخدمة حالياً.

وقدمت الشركة مؤخراً للسوق منتجين جديدين، الأول تحت مسمى Samson 30 والذي يتضمن المدفع الرشاش MK44 عيار 30 ملم، وهو من إنتاج شركة Northrop Grumman Innovation Systems (NGIS) (سابقاً Orbital ATK) إضافة إلى رشاش محوري من عيار 7.62 ملم، إلى جانب نظام إدارة رمي محدث ونظام معالجة للصور من بين إضافات أخرى متقدمة ومحدثة.

وأشار الناطق الرسمي إلى دمج «نظام الحماية النشط» «تروفي» Trophy في مركن Samson 30 مضيفاً بأن من شأن ذلك أن يحسن قدرات النجاة للطاقم، ويخفض الأضرار بالعربة من خلال شل التهديدات من على مسافة آمنة. وخضع النظام إلى أكثر من 2500 اختبار مع معدل نجاح بنسبة 90 في المئة، وهو الآن قيد الخدمة في جيش العدو الإسرائيلي.

Medium deFNder

ولعل إحدى الفوائد الرئيسية لعملية دمج Trophy بمركن السلاح المشغل عن بُعد Samson، هي قدرته على تحديد موقع مصدر النار، وهو يسمح للطاقم بالرد على مصادر النيران بفعالية من خلال تقديم رمايات دقيقة وفي أوقات محددة على مواقع مصادر النيران. وباستطاعة Trophy، بحسب ما تدعي إسرائيل، زيادة قدرة الفتك لجيشها والشل بفعالية الأسلحة المضادة للدبابات المعادية.

المنتج الآخر هو Samson Dual، الذي يتألف من المدفع الرشاش M230 من صنع شركة NGIS كسلاح رئيسي وأما رشاش متوسط عيار 7.62 ملم، أو قاذفا صواريخ موجهة متعددة الأهداف Spike LR أو القاذف الأحدث New Spike LR2.

أسواق متوسِّعَة

تشهد سوق «مراكن الأسلحة المُشغَّلة من بُعد» RWS أيضاً توسُّعاً، فعلى سبيل المثال، طوّرت شركة «أركوس» Arquus عائلة «هورنت» Hornet لصالح برنامج الجيش الفرنسي لتحديث عربة «سكوربيون» Scorpion، كما جهَّزت ناقلات الجند المدرِّعة «غريفون» Griffon APC لهذا النظام في العام 2019، وستُجهَّز به عربات الاستطلاع «جاغوار» Jaguar بدءاً من العام 2021. وأكّدت شركة Arquus (وكانت تُدعَى سابقاً «رينو تراكس ديفنس» Renault Trucks Defense) على أنّها قادرة أيضاً على تركيب Hornet في عربات أخرى.

وتتنامى أهمية الذكاء الاصطناعي AI في هذا الصدد، من خلال الرصد والتعرُّف وتحديد الهويّة الأوتوماتيكية للهدف والإلمام بالوضع المحيط. كما أنّ هناك توسُّعاً في المطالب لمزيدٍ من التراكبية والتفصيل وفق متطلبات العميل لهذه المنتجات المتباينة والمتطوِّرة لمختلف العملاء.

Samson 30

وتُنتِج شركة «ليوناردو» Leonardo عائلة HITFIST من هذه الأنظمة. وأشارت الشركة إلى عددٍ من التوجهات في السوق خلال السنوات الأخيرة، وعلى الأخص إدماج صواريخ مضادة للدبّابات و«أنظمة حماية نشطة» APS في مراكن RWS متوسطة العيار التي تُجهَّز عادةٍ بمدفع رشّاش عيار 30 ملم. وإضافة صواريخ مضادة للدبابات تُضاعِف المرونة في الاشتباكات مع أهدافٍ كبيرة على غرار دبّابات القتال الرئيسية MBT، وعلى أمداءٍ أطول.

ويعني تطوُّر «أنظمة الحماية النشطة» APS أنّه بات من الممكن الآن إدماجها في عرباتٍ منصّات ثُمانية الدفع أو مجنزرة، مع برج متوسط العيار، بحسب الشركة. ومن المتوقّع زج استثمارات كبيرة في هذا المجال خلال السنوات المقبلة بحسب ما تتوقّع الشركة الإيطالية، فيما تُستخدم أنظمة APS لحماية الطواقم من القذائف الصاروخية RPG والصواريخ المضادة للدبّابات.

قدرة لاسلكية

تعاونت شركة Kongsberg مع «معهد الأبحاث والتطوير الدفاعي النروجي» والجيش النروجي في تطوير مزيدٍ من الأداء الذاتي لمراكن RWS بتوفير تحكُّمٍ لاسلكي كامل بالمنصّات. وبالتالي يمكن أن نرى تلك المراكن مركّبة على عربة ذاتية الحركة أو مُتحكَّم بها عن بُعد تسير إلى جانب عرباتٍ آهلة في عملياتٍ محدّدة. وإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامها في الدفاع عن محيط القواعد العسكرية، فيما يتحكَّم المشغِّلون من داخل القاعدة بالنظام، أو كجزءٍ من عربة استطلاع غير آهلة تُرسَل لرصد متسلِّلين محتملين.

Hornet

وسلّط جينيستاد الضوء أيضاً على استخدام مراكن RWS في الاشتباك مع «عربات جوّية غير آهلة» UAV، التي غَدَت بسرعة هاجساً في السنوات الأخيرة. وأوضح: «يمكن أن تكون تلك العربات صغيرة جداً، لكن يتعيّن عليك الاشتباك معها. ونحن نستطلع سُبُل الإفادة من مراكن RWS المتوافرة لهذا النوع من الأدوار بغية إضافة قدرة ومرونة أكبر للمستخدمين، وبدلاً من شراء نظامٍ جديد بالكامل لتولِّي هذه المهمة».

وضمن إطار سوق الأبراج غير الآهلة الأوسع انتشاراً، ما زال هناك، كما قال جينسيتاد، نقاشا كبير في بيئة المستخدمين حول العودة إلى الأبراج الآهلة القديمة أو الذهاب إلى التكنولوجيا غير الآهلة. وأضاف: «ما زلنا نرى الكثير من البرامج المتضمنة متطلبات أبراج آهلة».

قطر وأبراج MCT-30

شَهِدَت شركة Kongsberg في الآونة الأخيرة تطوُّرات في هذا المجال، خصوصاً الصفقة التي أبرمتها في آذار/مارس العام 2019 لتركيب برج السلاح MCT-30 على «عربات قتال المشاة» VBCI التي استحصلت عليها قطر. ووفقاً للشركة النروجية إنّه العقد الوحيد الأكبر على الإطلاق الذي استحصلت عليه، حيث بلغت قيمته نحو 2 مليار دولار. وإلى جانب برج السلاح MCT-30، ستقوم شركة Kongsberg أيضاً بتزويد هذا البرنامج بمركن السلاح المُشغَّل عن بُعد Protector. ويعتقد جينيستاد بأن الشركة ما زالت في مرحلة بداية الانطلاق عندما يتعلق الأمر بالأبراج غير الآهلة ذات العيار المتوسط. وجديرٌ بالذكر أنّ شركة Kongsberg زوَّدت عربات Dragoon الأميركية ببرج السلاح MCT-30.

وعلى سبيل المثال، فإن العربات التي تم ميدنتها مؤخراً في فوج الخيالة الثاني، المتمركز في ألمانيا، جهزت بأبراج MCT-30 والتي زودت بالمدفع الأوتوماتيكي XM813 الخاص بشركة NGIS، وهو اشتقاق من المدفع MK44 Bushmaster، الذي يمكن تجهيزه لإطلاق ذخائر من عياري 30 و 40 ملم. وقال جيفري تيبتون، مدير تطوير استراتيجية المدافع وإدارة الأعمال في NGIS قسم أنظمة التسليح: «لدينا بعض الطلبات التي حصلنا عليها مؤخراً لبيع المزيد من المدافع لتسليح الأبراج غير الآهلة»، وأضاف: «يتعرض العالم للكثير من التهديدات ويقدم عملاء الشركة مطلب المزيد من المدافع ما شكل قفزة نوعية في مجال الأسلحة الآهلة، ونعتقد أنهم يريدون قوة نارية إضافية وأسلحة أكبر عياراً على متن العربات وبعض الأحيان نلائم بطريقة أفضل الأبراج غير الآهلة».

محاربة الأنظمة الجوّية

تُعتبر «محاربة الأنظمة الجوّية غير الآهلة» (C-UAS) أولويةً متنامية لدى عملاء مراكن RWS، كما يقول جون كوتيس John Cottis، مدير تطوير الأعمال لدى شركة «إي أو أس ديفنس سيستمز»  EOS Defence Systems، التي تُصنِّع مركن السلاح المستقرِّ المُشغَّل عن بُعد R-400 والمركن الأكبر حجماً R-600. المركن الأول قيد الخدمة لدى عددٍ من الدول من بينها أستراليا، وهولندا والولايات المتحدة، في حين يُشغِّل الجيش السنغافوري مركن R-600. وتعمل شركة EOS للأنظمة الدفاعية أيضاً على مركن R-150 الأخف وزناً.

RWS

وفي شراكةٍ مع شركة «نورثروب غرومان إنوفايشين سيستمز» Northrop Grumman Innovation Systems (NGIS)، حققت EOS مراحل متقدِّمة في تطوير «الحرب المضادة للأنظمة الجوّية غير الآهلة» C-UAS ، باستخدام مركنها R-400 مع المدفع الرشّاش M230 عيار 30 ملم الذي يرمي ذخائر متفجِّرة في الهواء، على حدّ قول كوتيس.

ويمكن تشغيل أية منصة لِـ «الحرب المضادة للعربات الجوية غير الآهلة» UAVs، بحسب ما أشار كوتيس، وذلك إذا أمكن تجهيزها بمركن سلاح مشغل عن بُعد وبالتناوب، يمكن تجهيز العربات الأرضية غير الآهلة على مركن سلاح مشغل عن بُعد مخصص للحرب المضادة للعربات الجوية غير الآهلة أو منصة مرتكزة أرضاً للدفاع الجوي على ارتفاعات منخفضة ضمن غيرها من تشكيلة منصات آهلة.

VBCI

ثمة استثمارات متزايدة في أنظمة المناظير للأبراج غير الآهلة ومراكن RWS، كما أكّدَ إرين أويكون Oykun Eren، مدير قسم «هندسة أنظمة الأسلحة» لدى شركة «أف أن أس أس»  FNSS التركية. فثمة عددٌ من المشغِّلين يتحوَّل بازدياد نحو كاميرات تصوير حراري ثنائية الحيِّز بالأشعة تحت الحمراء ذات موجة طويلة ومتوسطة IR (LWIR/MWIR). وهذا ما يقدم ميزة كبيرة من ناحية رصد الهدف والتعرُّف إليه، إذ إنّ للموجة الطويلة والأخرى المتوسطة من الأشعة تحت الحمراء خصائصها المفيدة، فالأولى ذات نفعٍ وسط دخان المعارك، في حين أنّ الثانية ذات فائدةٍ في البيئات الحارّة والرطبة.

وتُنتِج شركة FNSS مجموعة واسعة من الأبراج غير الآهلة، على غرار عائلة «تيبير» Teber. ويمكن تزويد هذه الأبراج بمدافع رشّاشة عيار 30 ملم أو 40 ملم، وتتوافر باشتقاقاتٍ آهلة وغير آهلة. وتعمل الشركة أيضاً على أنواعٍ مختلفة من المراكن الخفيفة والمتوسطة الوزن لمجموعة مختلفة من العملاء. ويقول إرين إنّه يتوقّع في المستقبل القريب استخدام «شاشات العرض المركَّبة على خوذة» HMDs للتحكُّم بمراكن الأسلحة RWS والأبراج غير الآهلة - في تكنولوجيا مماثلة لتلك المستخدمة في الطائرات المقاتلة أو الطوّافات الهجومية. وهذا يعني أنّ المشغِّلين لن يضطرّوا إلى الاعتماد على شاشات عرضٍ أمامهم، فيما يبدو مع تلك الشاشات المركَّبة على خوذة وكأنّ العربة تملك درعاً شفّافاً.

توجهات مستقبلية

أكّد أويكون أنّه فيما تصبح التكنولوجيا أقل كلفةً فسنرى استخداماً أكبر لشاشات العرض المركَّبة على خوذة في الأنظمة البرّية، فعلى الرغم من أنّها لا تزال مُكلِفة حالياً ولا تُعتَمد سوى لدى أسلحة الجو فإنّها قد تشهد بعض التطبيقات في سوق الأسلحة البرّية في المستقبل القريب أيضاً. وتوقَّع أويكون أيضاً تسجيل تقدُّمٍ في قدرات تعقُّب الهدف والتعرُّف إليه في السنوات المقبلة، مع ازدياد قوة المعالجة لدى الأنظمة. ومثالٌ على ذلك، تعرُّفٌ أوتوماتيكي على الهدف يستند إلى صورٍ مخزَّنة في مكتبة بيانات السلاح.

في المقابل، أوضحَ جيفري تيبتون Jeffrey Tipton، مدير «استراتيجية أنظمة الأسلحة» لدى شركة Northrop Grumman Innovation Systems، أنّ التوجُّه نحو اعتماد الأبراج غير الآهلة إنّما يأتي بدافع المطالب للحصول على حمايةٍ للطاقم، وقال: «إنّهم يرغبون في الحصول على قدرة إعادة تلقيم السلاح من داخل العربة، من دون تعريض الجنود لأية تهديداتٍ من الخارج».

EOS Defence Systems

وكان هناك تأكيدٌ متنامٍ في السنوات الأخيرة على أنواع المستشعرات التي يمكن إدماجها في الأسلحة، وأشار تيبتون إلى أنّ ذلك يُشكِّل التركيز الرئيسي لعمل شركة NGIS بالتعاون مع شركائها حيث ستدمج الشركة المدفع MK44 وأنظمة أخرى في عربة. وسيشمل ذلك الآن قائسات مسافة ليزرية ، ودمج أيضاً بيانات حول درجة حرارة الجو والأحوال الجوّية للمساعدة على توجيه الذخائر المتفجِّرة جوّاً، على سبيل المثال. وأكّد تيبتون أنّ البصريات قد تحسَّنت جداً في مراكن الأسلحة المُشغَّلة من بُعد RWS والأبراج غير الآهلة، خصوصاً في مجال الأشعة تحت الحمراء والرؤية الليلية.

وشَهِدَت الشركة مزيداً من الطلبات على الأنظمة غير الآهلة، لكنّ تيبتون لا يتوقّع أن يتوارى الجانب الآهل من هذا السوق قريباً، وأنّها قد تبقى معتَمَدة لنحو 30 عاماً ولو ازدادت شعبية المراكن غير الآهلة.

 Teber

أمّا الناطق باسم شركة FN Herstal فأكّد بدوره أنّ الشركة تتوقَّع الإفادة من مراكن الأسلحة RWS بازدياد بالتعاون مع الأنظمة الآهلة، فيما ستتبنَّى العربات الأرضية غير الآهلة تلك المشغَّلة عن بُعد على نطاقٍ أكبر. وستكون ثمة حاجة إلى إتاحة التشبيك بين مختلف الأنظمة، واستخدام مراكن RWS في الدفاع عن محيط القواعد العسكرية.

ويتوقّع جينيستاد أن تُشكِّل مراكن RWS والأبراج غير الآهلة جزءاً أساسياً في جميع برامج العربات الكبيرة التي ترنو إلى تحديثاتٍ في المستقبل. وأكّد أنّ تقديرات شركته تفيد بأنّ هذه السوق ستواصل النمو، وستكون ثمة حاجة أكبر إلى هذه الأنواع من الأنظمة غير الآهلة.

وشدَّد إرين أنّ ما من حلٍّ يُلائم جميع التطلُّعات، وأنّه لا يتوقَّع أن تستبدل مراكن RWS والأبراج غير الآهلة كلّياً الاشتقاقات الآهلة. وكان هناك عددٌ من البرامج الأخيرة التي آثر فيها المستَخدِمون الأبراج الآهلة، وتوقَّع الاعتماد المتواصل على هذه الأنظمة لفترةٍ غير قصيرة في المستقبل.

وقال: «ينبغي أن يعتمد نوع نظام السلاح الجاري اختياره على نوع العربة ومهمّتها، سواء كانت عربة استطلاع مدرَّعة، أم عربة قتال المشاة، وكذلك سواء كانت عربة قيادة، أم ناقلة جند مدرَّعة». وخَتَم إرين قائلاً: «يتعيّن علينا أن نُفكِّر في مجموعات المهام المتوقَّعة لتلك العربات بغية اختيار نظام السلاح المناسب».^

الباب
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2020
رقم الصفحة
18

أخر المقالات