تحديث البرامج الدولية لـِ «قوات العمليات الخاصة»

المترجم

فيما يُركّز مجتمع «قوات العمليات الخاصة» (SOF) الدولية على برامج تحديث العتاد العسكري لتحقيق التفوق التكتيكي للوحدات القتالية الصغيرة، تخضع المتطلبات العملانية باستمرار للتأكيد المتواصِل على حملات محاربة الإرهاب و«محاربة التمرّد» (COIN) في الوطن والخارج، فضلاً عن قدرات مواجهة ما يُسمّى «أشباه الأنداد» والخصوم ذوي الاقتدار العالي على غرار الصين، وإيران، وكوريا الشمالية وروسيا.

وأوضحت مصادر مرتبطة بـ «مقرّ العمليات الخاصة» (NSHQ) في حلف شمال الأطلسي «الناتو» (NATO) أنّ التوسع المتزايد في المتطلّبات العملانية يتطلب اتّخاذ قرارات حاسمة من قادة «قوات العمليات الخاصة» (SOF)، من ناحية التحديثات الجارية على أنظمة سطح وما دون سطح صغيرة آهلة وغير آهلة في ظل بيئة منكمشة مالياً.
ولهذا السبب، تتطلب قيادة «قوات العمليات الخاصة» في أنحاء العالم تكنولوجياتٍ تراكبية ومرنة بغية دعم المهام المتعددة بطريقة مجزية على نحو أفضل من ناحية الكلفة بدلاً من الاعتماد على أنظمة تقليدية مكدّسة.

الحركية

تبقى المقدرة على إقحام وسحب فرق «قوات العمليات الخاصة» سريعاً (في بعض الحالات على نحو خفي) قدرةً حاسمة في المجتمع الدولي، مع خيارات تراوح بين «العربات الأرضية التكتيكية» ومنصات النقل التكتيكي من ذوات الأجنحة الدوارة والأخرى الثابتة.

 

أبرمت وزارة الدفاع الأسترالية في كانون الأول/ديسمبر 2021 عقداً مع شركة  Leonardo لشراء 18 طوافة من طراز AW169
بولندا

كانت وزارة الدفاع الوطني البولندية قد أعلنت عن خطط للاستحواذ على أربع طوّافات S-70i BLACKHAWK لدعم «قيادة العمليات الخاصة البولندية» (POL SOCC)، على أن تُحدّث هذه المنصات ترسانة طوافات Mil Mi-17، و Mi-8، و PZL W-3 SOKOL بكونها حلولاً أكثر تقدماً، بحسب وزير الدفاع البولندي ماريوسز بلاستشزاك (Mariusz Blaszczak)، الذي أضاء على القدرات المتعدّدة المهام لطوافات «بلاك هوك» BLACKHAWK، التي ستدعم جميع وحدات «قوات العمليات الخاصة» البولندية في مختلف أطياف عملياتها.

 

أستراليا

تواصل «قيادة العمليات الخاصة الأسترالية» (AUSSOCOMD) السعي إلى تحقيق مطلب مشتريات لدعم قدرة طائرات الأجنحة الدوّارة لـ «قوات العمليات الخاصة» بغية دعم مجموعة من المهام الخاصة، بما في ذلك الحرب في الأماكن الآهلة. ويُتوقع أن يكون العقد الذي سيُوقّع للحصول على الطوّافة المناسبة لتتم ميدنتها بحلول العام 2025 لتحقيق هذا المطلب بنحو 23 مليون دولار أسترالي. ومع ذلك تبقى متطلّبات البرنامج الأسترالي مرنة جداً مع مشاركين من الصناعة يوفرون مجموعة متنوعة من المنصات من بينها اشتقاقات من طوافتي 407 و 409 من «بيل هليكوبتر» Bell Helicopter، و H145M من «ايرباص هليكوبترز» Airbus Helicopters، وطوّافات AW109 TREKKER و AW159 WILDCAT، و AW169، وأبرمت وزارة الدفاع الأسترالية في كانون الأول/ديسمبر 2021 عقداً مع شركة «ليوناردو» Leonardo لشراء 18 طوافة من الطراز الأخير.
وجدير بالذكر أن «قوات العمليات الخاصة» الأسترالية تحظى في الوقت الراهن بدعم سلاح جو الجيش الأسترالي، الذي يشغل عدداً من الطوافات من بينها S-70A، و CH-47F و MRH90.

 

تأخذ «قيادة قوات العمليات الخاصة الأميركية» (USSOCOM) في عين الاعتبار مجموعة متنوعة من تصاميم «العربات القابلة للنقل داخل الطائرات» (ITV) في إطار برنامجها لِـ «العربة التكتيكية الخفيفة الملائمة لجميع التضاريس الأرضية» (LTATV)، وتبدو في الصورة عربةGeneral Dynamics GMV 1.1
ألمانيا

بعدما نشرت القوات الألمانية أحدث «طوافة خدمة خفيفة» (LUH) لديها المخصّصة لـ «قوات العمليات الخاصة» في أفغانستان، عقب اختيارها لطوافة Airbus H145M، أُعلن أن طوافات H145M LUH SOF ستستبدل إلى جانب طوافات NH90 وطوافات النقل المتوسط CH-53 التي كانت تدعم قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» في «مزار الشريف» شمال أفغانستان. هذا في الجو، أما على الأرض، فيواصل مجتمع «قوات العمليات الخاصة» الدولي نشر حلولٍ تشمل معدات عسكرية لدعم عمليات «تحليق وقيادة». وتراوح تلك بين استخدام عربات قابلة للنقل داخل طائرات وعربات برية تكتيكة محمية بقوة التي تلائم مهام الحروب في الأماكن الآهلة.

 

قيادة USSOCOM

تأخذ «قيادة قوات العمليات الخاصة الأميركية» (USSOCOM) في عين الاعتبار مجموعة متنوعة من تصاميم «العربات القابلة للنقل داخل الطائرات» (ITV) في إطار برنامجها لِـ «العربة التكتيكية الخفيفة الملائمة لجميع التضاريس الأرضية» (LTATV)، المناط بها توفير حل موقت لفرق «قوات العمليات الخاصة» (SOF) يقع ما بين عربات Polaris MRZR-2/4 قيد الخدمة و General Dynamics GMV 1.1. وكانت القيادة قد نشرت طلباً للحصول على معلومات يلحظ عربتَين بتصميم مقعدين وأربعة مقاعد على التوالي يصل وزن الواحدة من 2.500 إلى 3.000 رطل على التوالي. كما ينبغي على العربات الملائمة أن تكون مما يمكن نقله في حيز الشحن داخل طوافات النقل CH-47 و CH-53، وطائرات الدوار القلاب CV-22، وطائرات النقل العسكري C-130 و C-17 لتسهيل مهام «التحليق والقيادة».
ولم تستطع شركتا «بولاريس» Polaris و«جنرال داينامكس» General Dynamics التعليق أكثر على طلب «قيادة قوات العمليات الخاصة الأميركية»، بسبب حساسية البرنامج. كما تسعى قيادة USSOCOM إلى إطلاق برنامج مماثل لـ «نظام الحركية الأرضية المدرّعة» (AGMS)، الذي يشتمل على حل «العربات المقاومة للألغام والمَحمِيّة من الكمائن» (MRAP) القابل للنقل أيضاً ضمن حيز الشحن داخل طائرات النقل العسكري C130.

 

تراقب قيادات «قوات العمليات الخاصة» عبر أنحاء العالم التطورات الجارية في الولايات المتحدة التي تواصل الاتجاه نحو استخدام أعيرة بديلة لمضاعفة «القدرة على إيقاف العدو». ويبدو في الصورة  «الرشاش المتوسط الخفيف الوزن» (LWMMG) صنع General Dynamics
الإقحام المائي للقوات الخاصة

في البيئة البحرية، يأخذ مجتمع «قوات العمليات الخاصة» على الصعيد الدولي مجموعة متنوعة من حلول السطح وما دون السطح لإقحام وسحب «قوات العمليات الخاصة» التي يمكن تُكيّف أدوارها لكي تتولى مهام «الاستخبار والمراقبة وحيازة الأهداف والاستطلاع» (ISTAR) وعمليات مستقلة أخرى.
وتواصل قيادة «الحرب الخاصة بالبحرية الأميركية» (NSWC) السعي لاختيار اشتقاق من الجيل التالي لـ «السفينة القتالية الثقيلة» (CCH)، التي تُصنعها حاليا شركة «فيغور ووركس» (Vigor Works). وفي التماسٍ خاص للحصول على سفينة CHH Mark II، دعت قيادة USSOCOM إلى الحصول على سفينة يمكن نشرها عملياً في أقرب وقت مع بناء 16 سفينة كل عام في إطار عقد على مدى خمس سنوات. ويتوقع أن تستبدل سفينة Mark II سفن Mark I تدريجياً الموجودة حالياً في الخدمة. وتوفر سفينة CHH Mark II لفرق «قوات العمليات الخاصة» منصة حركية بحرية متخصصة لدعم المهام الأساسية لقوات SOF خصوصاً في إقحام وسحب كوادر عسكرية فضلاً عن إطلاق واسترداد معدات عسكرية متخصصة. ومن المتوقع أن تكون CHH Mark II سفينة مشغّلة بمحرّكات ديزل قادرة على النقل المفتوح في المحيطات.

 

القدرة على الفتك والبقاء

تُراقب قيادات «قوات العمليات الخاصة» عبر أنحاء العالم التطورات الجارية في الولايات المتحدة التي تواصل الاتجاه نحو استخدام أسلحة بديلة لمضاعفة «القدرة على إيقاف العدو»، فيما تُخفض إلى الحد الأدنى من الأعباء الجسدية للمشغلين. وأمثلة على ذلك برنامجا «سلاح الدفاع الشخصي» (PDW) و«الرشاش المتوسط الخفيف الوزن» (LWMMG)، ويشتملان على ذخائر 7.62 × 35 ملم و 6.5 ملم على التوالي.
وفي حقل حماية الجندي، يراقب مجتمع «قوات العمليات الخاصة» عن كثب برنامج «عائلة الأنظمة الرأسية التكتيكية» (FTHS) الذي تدعمه قيادة USSOCOM، وذلك بهدف استبدال المخزون الحالي لدى القيادة الذي يضم نحو 40,000 خوذة اتصالات مدمجة تراكبية MICH (FAST) من شركة «أوبس كور» OPS Core.
والهدف من وراء برنامج FTHS هو تزويد المشغلين بخوذة ملائمة للتدريب، يمكن من ثم تدريعها بطقم تدريع بالستي من أجل دعم العمليات. ومن بين المشاركين في البرنامج، شركة OPS Core المتفرّعة عن شركة «جينتكس» Gentex؛ وشركة «ريفيجن ميليتري» Revision Military؛ وشركة «ثري أم سيرادين» 3M Ceradyne. وسيكون لقرار قيادة USSOCOM في هذا الشأن تأثير كبير على مجتمع SOF الدولي الساعي إلى التماثل مع «قيادة قوات العمليات الخاصة الأميركية» من خلال «المبيعات العسكرية الأجنبية».

 

خاتمة

من أجل أن يحافظ مشغلو «قوات العمليات الخاصة» الدولية على التفوق التكتيكي بمواجهة خصوم ذوي قدراتٍ عالية، ينبغي تنفيذ سلسلة من التحديثات المتواصلة على العتاد العسكري في جميع مجالات الجو، والبر، والبحر.

 

تواصل قيادة «الحرب الخاصة بالبحرية الأميركية» (NSWC) السعي لاختيار اشتقاق من الجيل التالي لـ «السفينة القتالية الثقيلة» (CCH)، التي تُصنعها حاليا شركة  Vigor Works
الباب
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2022
رقم الصفحة
51

أخر المقالات