«مناظير الرؤية الليلية» NVG: توجه نحو الرقممة الكاملة

المترجم

تأتي أنظمة «الرؤية الليلية» NV في مجموعة متنوّعة من الأشكال، بدءاً من المناظير الفردية وصولاً إلى مناظير الأسلحة. وشَهِدَت السوق الدولية في هذا المجال جهوزية عالية حيث يسعى المُصنِّعون في أنحاء العالم للاستجابة لطلبات الزبائن. ووفقاً لممثِّلين عن الصناعة، فإنّ تكنولوجيات الرؤية الليلية والحرارية مهيَّأة لتحقيق مزيد من التقدُّم في العديد من الاتّجاهات في الآتي من السنوات، ولا سيّما في مجالاتٍ تُراوِح بين حدّة الاستبانة والتوصيلية. ومع ذلك، ينبغي بهذه المستجدّات التطويرية أن تُوازِن تحدّي تلبية أدنى متطلّبات «الحجم والوزن والقوة» SWaP.

الأنظمة المركّبة

لَفتَ كريستيان جونسون، مدير تطوير الأعمال لدى شركة «هاريس كوربورايشن» Harris Corporation، بشكلٍ خاص إلى الطلب المتنامي على «مناظير الرؤية الليلية» NVG الثنائية الأنبوب، وقال: «إنّه شيءٌ جديد نسبياً، كان ثمة تحفيزٌ فعلي من قِبَل الجيش الأميركي في الفترة الأخيرة للصناعة كي تستعدّ لتوفير قدرات ثنائية الأنبوب، والانتقال من المنظار الأُحادي العينية monocular إلى الآخر الثنائي العينية binocular لصالح جنود البرّ».

وكان «منظار الرؤية الليلية الثنائي العينية الخفيف الوزن» Lightweight Night Vision Binocular (F5032) من صنع Harris قد جرى إطلاقه في أواخر العام 2016 وهو مصمَّمٌ لكي يكون أخفّ وزناً من الطرُز السابقة. ويهدف إلى تخفيض إرهاق العين في المهام الممدّدة وذلك من خلال خيار قياس قوة العدسة القابلة للتعديل، وهذا يعني أنّ النظام يمكن تعديله بسرعة اعتماداً على المتطلّبات المحدَّدة.

كما شهدت شركة Harris أيضاً تحوُّلاً في دينامية السوق حيث تحظى أنظمة الفوسفور الأبيض بشعبية. وهذا ما حفَّزه في الأساس الطلب من قِبَل القوات الخاصة لكنّه الآن بات اتّجاهاً عاماً. وليس لدى الشركة وجهة نظر محدّدة حول فوائد الفوسفور الأبيض مقابل الفوسفور الأخضر والعكس بالعكس، على الرغم من أنّها تُنتِج بازدياد أنظمة بيضاء. لكنّ الخضراء تبقى أوسع انتشاراً.

وتُوضِح مصادر الشركة أنّ «مناظير الفوسفور الأبيض تُعطي صوراً بتفاصيل أبيض وأسود، وهو ما يبدو طبيعياً أكثر بالنسبة إلى العين. وفي بعض الأوضاع، يزعم المستخدمون أنّهم يرون تبايناً أكبر بين الأشياء، إلى جانب استبانة أعلى للصور على مسافاتٍ بعيدة». أمّا الفوسفور الأخضر، فهو من جهةٍ أخرى «يعتمد على طول موجي يُفعِّل على نحو أكثر إدراكاً للدماغ والتفاصيل والتباين. فاللون الأخضر يقع تماماً في منتصف الطيف اللوني للعين، ما يسمح للمستخدمين برصد وتفسير المشهد الليلي على نحو أفضل».

ويؤكّد جونسون أنّ شركة Harris تُركِّز في الأساس على تكنولوجيا «المكثّفات الضوئية» image intensifier (I2)، على الرغم من أنّها تفيد أيضاً من إدماجها في سلسلة «نظام الجندي» i-Aware TM-NVG Fusion (F6045) من المناظير الثنائية العينية، حيث تُتاح توليفة «المكثّفات الضوئية» I2 و«التصوير الحراري» Thermal Imaging (TI) عبر «إسقاط أو نسيخة أو غشاء بصري» optical overlay. وقال: «إنّنا نضاعِف الإدراك الوضعي المحيط كي يتمكّن المشغِّل من الرؤية من خلال المستشعرَين معاً. فعلى سبيل المثال، يمكنك بفضل دمج النظامين الرؤية من خلال [الضباب ومُعيقاتٍ أخرى]: بما لا يمكنك رؤيته بتقنية الرؤية الليلية. فمع الرؤية الليلية بإمكانك أن ترى عبر الزجاج، فيما مع الرؤية الحرارية لا يمكنك ذلك»، وأضاف جونسون: «لذا فإنّ الجمع ما بين هاتَين الخاصيّتَين يُضاعِف الإدراك الوضعي المحيط لدى المشغّل حول ما يجري من حوله».

ولهذا السبب، يهدف نظام F6045 إلى زيادة الفعالية العملانية في المهام الليلية والنهارية على حدٍّ سواء. ويوفّر نقلاً فيديوياً في الوقت الحقيقي للاستخبار التكتيكي. وصُمِّمت عائلة هذه المنتجات للربط في ما بين المستخدم ومختلف التطبيقات، إضافةً إلى مقر الشركة، كما يؤكّد المُصنِّع الأميركي.

إنّ أداء «التصوير الحراري» TI تطور بسرعة على مدى السنوات القليلة الماضية، مع تركيزٍ على استبانةٍ محسَّنة ذات نقاط ضوئية (بيكسل) أصغر في أنساق عالية التعريف HD، وفي الوقت عينه المحافظة على الحجم المادي المماثل تقريباً لمستشعرات تعريف معيارية، كما يوضح أندرو أوين Andrew Owen، نائب رئيس إدارة المنتج لدى شركة «فلير سيرفيلانس» FLIR Surveillance. وقد استفادت الأخيرة من هذه التحسينات في التصميم والتصنيع، حيث إنّ النقاط الضوئية (البيكسل) الأصغر تُخفِّض إجمالي حجم وكلفة النظام. ويمكن رؤية هذا التقدُّم في مستشعرات «الأشعة تحت الحمراء» IR القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى.

وتُنتِج شركة FLIR مجموعة من المناظير التي تدمج الرؤية الحرارية و«المكثِّف الضوئي» I2، بما في ذلك المنظار الحراري القتالي المتقدِّم ThermoSight T75، وكذلك «منظار القنّاص العالي الأداء» HISS-XLR Sniper Sight، والمنظار الليلي المتقدّم الثنائي الحيّز ADUNS-S Dual Band.

حيازة الهدف

تُعتبر شركة «ب أيه إي سيستمز» BAE Systems لاعباً رئيسياً في قطاع التصوير الحراري، ولا سيّما من خلال عملها مع الجيش الأميركي. ويشير دايف هارولد Dave Harold، مدير تنمية الأعمال لحلول القدرة على البقاء والتهديف والاستشعار لدى الشركة، إلى الجهود المبذولة لتوفير «الحيازة السريعة للهدف» RTA. ويستند هذا المفهوم إلى وصلة بينية فيديوية لاسلكية بين المنظار الفردي ومنظار السلاح، لذا يمكن نقل التصوير العالي الاستبانة إلى «مناظير الرؤية الليلية» NVG ومشاهدتها على «شاشة العرض العالية التعريف» HD في الوقت الحقيقي. وهذا ما يُبدِّد الاعتماد على معيِّنات التهديف الليزرية، ويتيح للمستخدمين البقاء في خفاء، وذلك بحسب ما تؤكّد الشركة.

وأوضح هارولد: «يسمح تطوير تكنولوجيا الحيازة السريعة للهدف RTA اللاسلكية للمستخدمين بتحديد مواقع الأهداف والاشتباك معها بسرعة من أي موقعٍ من دون رفع السلاح إلى العين، وإبقاء الجنود سالمين وذوي مقدرة أكبر على الفتك».

وتُستخدم تكنولوجيا «الحيازة السريعة للهدف» RTA في برنامج «منظار الرؤية الليلية المحسَّنة III» Enhanced Night Vision Goggle III و«عائلة أنظمة مناظير الأسلحة الفردية» (ENVG III/FWS-I)، الذي تعمل عليه شركة BAE Systems لصالح الجيش الأميركي. وذلك يجمع تكنولوجيا «المكثّفات الضوئية» I2 و«التصوير الحراري» TI باستخدام «مناظير الرؤية الليلية» (NVG) لتوفير إدراك الوضع المحيط ومنظار سلاح حراري للتهديف. وتوفّر «عائلة مناظير الأسلحة – طوافم الأسلحة الإجمالية» FWS Crew Served (FWS-CS) لرُّماة الرشّاشات قدرات مدى اشتباك ممدَّد.

وتشهد قدرات «الرؤية الليلية» انتشاراً مضطرداً ولم تعد تقتصر على عددٍ محظوظ من الدول، كما يؤكد باتريس ماركيه، مدير خط الإنتاج للبصريات الإلكترونية لدى شركة «تاليس» Thales، ويُسلِّط الضوء على عددٍ من التوجهات الناشئة، على غرار تحسين أنظمة «الأشعة تحت الحمراء» IR غير المبرّدة، التي باتت الآن توفّر تصويراً ذا استبانةٍ أعلى. وتأمل Thales أنّه في غضون سنوات قليلة «ستوفّر مجموعة من محدِّدات مواقع الأهداف ذات المدى الطويل الحالية target locators، لكن مع جميع مزايا النظام غير المبرَّد: فترة تشغيل سريعة، ضجيجٌ منعدم، كلفة مخفَّضة، موثوقية أفضل»، على حدّ قول ماركيه.

وبحسب مجلة «شيبهارد» Shephard، تُنتِج شركة «ميبرولايت» Meprolight، مجموعة من منتجات «الرؤية الليلية» NV ضمن تكنولوجيات «المكثّفات الضوئية» I2، والحرارية والرقمية. ويدّعي مدير المنتج لدى الشركة أنّ عائلة المناظير  الحرارية للأسلحة غير المبرّدة NOA قد أثبتت شعبيتها في سوق بنادق القنص البعيدة المدى. ومع ذلك، فإنّ الأنظمة المستندة إلى «المكثّفات الضوئية» I2 هي أقل كلفة من نظيراتها الحرارية، وهي تُستخدم على نحو أوسع ضد الأهداف المتوسطة المدى. فحينما ترتفع الأسعار، تستخدم الجيوش المنتجات اعتماداً على احتياجاتها، ولذلك فإنّ «المكثّفات الضوئية» تُستَخدم على نحو أكثر من نظيراتها الأنظمة الحرارية عموماً، وذلك بسبب السعر.

وكانت شركة Meprolight قد أطلقت مطلع هذا العام خلال معرض Shot Show 2018 في لاس فيغاس، نظام NYX-200، وهو منظار سلاح متعدّد الطيف يجمع معاً كاميرا حرارية غير مبرّدة وكاميرا نهارية/ ليليلة رقمية لتحسين إدراك الوضع المحيط وذلك بإتاحة «حيازة سريعة للهدف» RTA في أية ظروف أو بيئات ضوئية، كما زعمت الشركة خلال فعاليات المعرض.

ونُقِلَ عن نائب رئيس قسم التسويق والمبيعات في شركة Meprolight أثناء المعرض قوله إنّ تحدّيات الميدان المعاصر تفرض على الجنود حَمْل مجموعة واسعة من الأنظمة والمستشعرات والمعدّات. ومن شأن وزن هذه المعدّات والحاجة إلى تشغيل مجموعة من الأجهزة أن يُخفِّض من فعالية المهمة وقد يُعرِّض سلامة الجندي للخطر، وأنّ الشركة المذكورة قد طوَّرت نظام NYX-200 من أجل حل هذه المسائل وتحسين عمليات الجندي المعاصر.

وتنشط شركتا «سافران» Safran و «فوتونيس» Photonis في هذا المجال، حيث تنتجان مجموعة واسعة من أنظمة الرؤية الليلية وقائسات المسافات ضمن تكنولوجيات «المكثّفات الضوئية» I2، والحرارية والرقمية وتتميز بخفة وزنها واعتماديتها وسهولة صيانتها وتحسينها للإدراك الوضعي المحيط.

 وعرضت Photonis خلال فعاليات معرض 2016 Eurosatory، جهاز الرؤية الليلية الجديد «فيوجن سايت» FusionSight الذي طُوِّر بالشراكه مع شركة Bertin وهو أول جهاز متراص أحادي العينين في العالم، الذي يجمع مستشعر ضوء خافت ملون مع مستشعر تصوير حراري. ويحسّن هذين المستشعرين عند جمعهما إدراك الوضع التكتيكي ويوفران للمستخدمين خيارات استخدام التصوير الحراري، وصور بصرية ملونة أو صور حرارية مدمجة مع صور ملونة بالكامل يمكن تسجيلها.

وبغية الانتصار في مهام القتال القريب تحت وقع تزايد التهديدات الإرهابية عالمياً، فإن القدرة على استخدام الليل كحليف أصبحت ذات أولوية مطلقة. ويتطلب من قادة المشاة والقوات الخاصة تَجْهِيزَات سهلة الاستعمال وموثوقة ذات مستوى عالٍ من الكفاية في الميدان خلال العمليات الليلية عند مواجهة أعداء مموهين.

ويساعد FusionSight، من خلال إجراءات جذرية على تحسين قدرات الرصد والإدراك والتعريف ما يجعل منه أداة رئيسية للشرطة والأمن الوطني للتحري السريع أو المراقبة الطويلة الأمد. كما يوفر FusionSight دعماً بصرياً قيّماً خلال مهام البحث والإنقاذ لتحديد مواقع الأشخاص والجرحى المفقودين حتى في ظروف الرؤية السيئة وانخفاض الضوء. إن الرؤية المشتركة للتصوير الحراري أو اللوني هي حاسمة، خاصة في البيئات الآهلة بالسكان أو البنى التي تتيح توفير ضوء مناسب والتي تتعدد فيها العوائق التي قد تحجب تهديداً محتملاً.

FusionSight هو الجهاز المحمول يدوياً الأول من نوعه الذي يتميز بالدمج الذكي للألوان في الصور. تُسجَّل الصورة الأولى بواسطة مستشعر التصوير بالألوان (مزود بالطاقة من Photonis) والذي يوفر صورة ملونة في ظروف رؤية منخفضة جداً من دون زيادة إضافية للرؤية. وتُسجَّل الصورة الثانية بواسطة مستشعر تصوير حراري شديد الاستبانة بإمكانه الرصد في أي ظرف ليلي. ويقوم معالج صور مبيّت بالوقت الحقيقي باختيار معلومات أساسية أوتوماتيكياً من كل مستشعر متيحاً للمستخدمين الرؤية في الليل الحالك أفضل من وضح النهار وبإمكانهم تسجيل وحفظ المعلومات كملف رقمي. ويتغلب الدمج الرقمي الذكي أيضاً على القيود التقليدية لكل مستشعر بمفرده. وبإمكان FusionSight رصد الدخان وغيره من المعميات وظروف الليل الحالك باستخدام مستشعر حراري، فيما يوفر صورة بصرية ملونة باستطاعتها الرصد، من خلال نوافذ، باستبانة كافية من أجل تأمين تعريف إيجابي، ويعود الفضل في ذلك إلى مستشعر التصوير الملون.

تتضمن عناصر FusionSight ثلاث أنماط رؤية في واحد: بالألوان في ضوء خافت والدمج الذكي والحراري؛ رصد التهديد والتمويه ليلاً ونهاراً (لمدى يصل إلى ثلاثة كلم)؛ تصميم مريح مستوحى من حاجات المستخدم وتسجيل الصور مع خرج فيديوي عالي الوضوح لإثبات الجودة.

موازنة القوى

ينبغي أن تتماشى الأكلاف و«الحجم والوزن والقوة» SWaP مع متطلّبات الميدان لأنظمة الجندي، حيث أن الوزن والعمر المديد للبطارية هما من الاعتبارات الرئيسية.

وكما يلفتُ دايف هارولد من شركة BAE Systems فإنّ الجنود تُثقِل كاهلهم الحاجةُ إلى حَمْل بطارياتٍ عديدة لتشغيل أجهزتهم. فهم يحتاجون إلى مناظير للأسلحة عالية الجودة في حُزَمٍ صغيرة خفيفة الوزن إنّما تُضاعِف قدرة المناورة على الأرض. وتسعى شركة BAE Systems إلى إبقاء الحجم أو الوزن في حَدِّه الأدنى وذلك باستخدام تكنولوجيا 12مايكرون (μm). وهذا ما يسمح لأنظمة أخف وزناً وأكثر تراصاً. ويوضح هارولد: «تستخدم أنظمتنا أيضاً طاقة أقل من الأنظمة المبرّدة التقليدية، التي تُخفِّض بشكلٍ كبير الوزن الزائد من ناحية البطارية».

لكنّ شركة Harris ترى أنّه من الصعب إنتاج نظام أخفّ وزناً من النظام الثنائي العينية F5032 (الذي يبلغ وزنه أقل من 500 غرام)، من دون إضعاف السلامة البنيويّة للنظام. وقال جونسون: «إنّنا نُخضِع منتجاتنا لاختبارٍات صَادَق عليها الجيش الأميركي، لذا من المُجدي جداً تمرير مناظيرنا وأنابيبنا إلى هذه المجموعة من الاختبارات. إذ إنّها إذا ما غَدَت أخفّ وزناً، تصبح أكثر هشاشةً وعرضةً للانكسار».

إنّ استهلاك الطاقة لأنظمة «المكثّفات الضوئية» I2 الرئيسية منخفضٌ نسبياً. فبوسع نظام Harris AN/PVS-14 الأُحادي العينية أن يعمل ببطارية AA وحيدة لأكثر من 24 ساعة.

ومع ذلك، يوضح جونسون أنّ ذلك يتغيّر مع تقدُّم التكنولوجيا: «إنّنا نتّجه نحو استهلاكٍ متزايد للطاقة حينما نعتمد الأنظمة المدمجة، أي حينما نضيف كاميرا حرارية، ونضيف واقعية معزَّزة»، وأضاف: «إنّ جميع هذه الأشياء تتطلّبُ من المستخدم استهلاك طاقة أكثر بقليل». وتعمل شركة Harris نحو تمديد الطاقة للأنظمة المركَّبة على خوذة.

واستدرك جونسون قائلاً: «إنّ الحجم والوزن والقوة تُمثِّل هاجساً على الدوام، ونحن نواصل العمل على ذلك. لكنّ توقُّعاتي أنّنا لن نرى منظاراً يصبح أخفّ وزناً ممّا هو عليه اليوم، تحت 500 غرام».

ويُشدِّد أوين من شركة FLIR Surveillance، على أنّ تفعيل خاصية «الحجم والوزن والقوة» SWaP على نحو أمثل وجبَ ألاّ يكون على حساب الأداء العالي، وهو مبدأ تضعه شركة FLIR Surveillance في صلب تصاميمها. وأضاف أنّ التطوُّر من ناحية الاستبانة، وخفض حجم النقاط الضوئية (البيكسل) وزيادة نطاق درجة حرارة التشغيل، إنّما تساعد على الحفاظ على هذا التوازن وتحسين فترة خدمة هذا النظام. ويعود الفضل في التقدُّم بهذا الشأن بشكلٍ كبير إلى الإفادة من الصفائف السطحية البؤرية للتشغيل في طيف الأشعة تحت الحمراء IR ذي الموجة المتوسطة والطويلة.

وعلى الرغم من أنّ هناك مزايا على الدوام لاستخدام مواد جديدة أو تضمين أنواع جديدة من البطاريات لإمداد الطاقة، فإنّ شركة الجوفضاء والدفاع الإيطالية «ليوناردو» Leonardo توافق على أنّ هناك هوامش وفوارق محدَّدة فحسب يمكن تحقيقها في خاصية «الحجم والوزن والقوة» SWaP، خصوصاً عند اعتماد مطالب أداء جديدة للعملاء حول التوصيلية.

التوصيلية

الحاجة إلى التواصل دائماً في الميدان يتطلّب توافر مكوّنات ذات قدرة تشبيكية، بحسب شركة Leonardo. وتستشرف الشركة في المستقبل حضوراً متزايداً لتقنية الـ «واي فاي» Wi-Fi، و«البلوتوث» Bluetooth، و«نظام تحديد الموقع العالمي» GPS في مكوّنات الأنظمة البصرية، والربط في ما بينها على نحو أكثر في سلسلة «القيادة والسيطرة» C2 الإجمالية.

وبُنِيَ نظام حيازة الهدف المحمول يدوياً «لينكس» Linx، الذي طوّرته الشركة، حول «التصوير الحراري» TI المبرَّد للمراقبة والرصد في جميع الأحوال الجوّية. وهو نظامٌ تشبيكي، يسمح للمستخدم بتبادل الصور والبيانات عبر الشبكة.

وتعتبر شركة FLIR التوافق التشغيلي كموضوعٍ أساسي في التطبيقات العسكرية، بدافع من طلب العملاء. وأوضح أوين: «إنّ أنظمة الجندي باتت الآن قادرة على الإفادة من شرائح الاتصالات المنخفضة الكلفة/ المنخفضة الطاقة وتتيح التواصل والتوافق التشغيلي في البيئة الميدانية. فالاتصالات الثنائية الاتّجاه Bi-directional تدعم المستخدمين المتباعدين وتوفّر إدراكاً للمحيط، وتشتمل على مُدخِلات من منصّات استخبار مجاورة».

ويوافق جونسون على أنّ الأنظمة باتت «أكثر ذكاءً». فعلى سبيل المثال، تُدمَج «الواقعية المعزَّزة» augmented reality (AR) قي شاشات العرض، وتمدّ بطبقة إضافية من المعلومات إلى الجندي، فيما تغدو التكنولوجيا أكثر تشبيكيةً. وقال: «إنّ مستشعرات الرؤية الليلية هي أداةٌ أساسية للجنود المرتبطين في شبكة، يشاركون في ما يرونه لتشكيل صورة عملانية مشتركة تتم مشاركتها مع وحدة عسكرية أو تُنقَل إلى رعائل قيادية أعلى».

ويشير ماركيه أيضاً إلى الرقممة digitization المتزايدة للأنظمة، التي تفتح الباب أمام «الواقعية المعزَّزة» AR. وتشمل عروض شركة Thales في هذه السوق مناظير الرؤية الليلية ذات المكثِّفات الضوئية BONIE-DI/IRR I2 NVG، وهي عبارة عن نظام تواصل «ذكي» يدمج معاً الصور الحرارية و«المكثّفات الضوئية» I2. ويسمح النظام للمستخدمين بالعرض المرئي لبيانات معيّنة - على غرار «نظام تحديد الموقع العالمي» GPS - في «الواقعية المعزَّزة» AR، ما يتيح حركيّةً واتصالاً على نحو أفضل في الميدان، بحسب الشركة.

وكان ثمة تركيزٌ كبير على القدرات المحتملة لمستشعرات «الرؤية الليلية» NV الرقمية بالكامل، مع أنّ جونسون أشار إلى أنّ التكنولوجيا لم تتوافر بعد. وأنّه لا يتوقّع أن تتوافر في المستقبل القريب. وأضاف: «لقد أجرَت شركة Harris بحوثاً مكثّفة في هذا المجال. وينبغي أن يكون هناك حقّاً طفرة تكنولوجية قبل أن نحصل على مستشعر رقمي يُثبَّت على الرأس. ونحن نتوقّع أن تدفع المكثِّفات الضوئية التناظرية سوقَ الرؤية الليلية على مدى السنوات الـ 15 إلى الـ 20 المقبلة، حتى يتم التوصُّل إلى تطوير ما هو خارق في هذا المجال».

ومع ذلك يؤكّد جونسون أنّه من الممكن دمج عناصر الرقممة في الأنظمة التناظرية. وقال: «في نظام الجندي F5032 لدينا، أخذنا ذلك النظام التناظري وقمنا بربطه في الشبكة، لذا أصبح لدينا قدرة رقمية، لكنّنا لا نزال نستخدم المكثِّفات الضوئية التناظرية لأنّ ليس ثمة ما ينافسها في الوقت الراهن. إنّها تكنولوجيا فذّة حقّاً قد لا نتخلَّى عنها في المستقبل القريب».

وفيما يتوقّع البعض أنّ تتطوّر تكنولوجيا «الرؤية الليلية» NG الرقمية في الآتي من السنوات، يرى هارولد أنّ أنظمة «المكثّفات الضوئية» I2 سيتم التخلِّي عنها في النهاية لتستبدل بالأنظمة الرقمية بالكامل، تلك التي يمكن تحديثها بحدّ ذاتها عبر استخدام الخوارزميات. وأضاف أنّ الصناعة قد تشهد تحرُّكاً نحو أنظمة مدمجة بالكامل يتم تشغيلها لاسلكياً وتصل بين حُزَم البطارية، ومناظير الأسلحة و«مناظير الرؤية الليلية» NVG، وجميعها تعمل ليلَ نهار.

المُضي قُدُماً

إذا ما انتقلنا إلى حقولٍ أخرى في السوق، ثمة اعتقادٌ بأنّه سيكون هناك تحسينات دراماتيكية في دقّة استبانة الأنظمة الحرارية. وقال أوين إنّ شركة FLIR تتوقّع أن ترى تركيزاً أكبر على معالجة الصورة وإدارة الطاقة، وذلك من أجل تخفيض الاعتماد على بصريات ذات أطوال بؤرية متزايدة للعمليات على الأمداء البعيدة، وكذلك لزيادة احتمال تحديد هويّة الهدف. وأوضحَ أوين: «من شأن معالجة الصورة المنخفضة الطاقة لتحسين التصوير في الوقت الحقيقي أنْ يسمح بمستويات اعتمادية أفضل في تحديد هويّة الهدف ورصد التهديد».

ويُوضِح أوين أيضاً أنّ تكافؤ الـ «هيستوغرام» أو «المخطَّط الدَّرَجي التكراري» histogram equalisation، وتعزيز التفاصيل الرقمية والاستقرار الإلكتروني قد تمّت مَيْدَنتها في أنظمة معيارية على مدى السنوات القليلة الماضية، وقال: «نتوقّع أن يتواصل ذلك مع تواصل تطوُّر خوارزميات المعالجة ما يُخفِّض عبء العمل على الجندي ويُسرِّع فترة حيازته الهدف».

ويضيف أوين أنّ استخدام شاشات العرض الضوئية العالية التعريف HD micro-displays، مقرونةً بالمستشعرات ذات النقاط الضوئية الصغيرة، والمعالجة المنخفضة الطاقة للصور والاتصالات اللاسلكية، إنّما يدفع قدماً عناصر «الحجم والوزن والقوة» SWaP، كما يدفع تطوُّر قدرة مهمة «الاستخبار والمراقبة وحيازة الأهداف والاستطلاع» ISTAR.

وقال هارولد إنّه في السنوات المقبلة، ستغدو «الواقعية المعزَّزة» AR التكنولوجيا الأكثر أهمية لتلك الأنظمة وسيتم إدماجها في المناظير الفردية ومناظير الأسلحة المستقبلية. وأكّد أنّه مع «مناظير الرؤية الليلية» NVG العاملة كشاشة عرض رئيسية للجنود، فإنّ «الواقعية المعزَّزة» AR ستُساعد على توفير معلوماتٍ ذات فائدة عملانية في منتجات شركة BAE Systems من أجل مضاعفة فعالية المستخدِم.

ذلك من شأنه أن يستحدث عدداً من الخصائص والفوائد. فالواقعية المعزّزة AR ستتيح للمستخدمين الاستئثار بإدراك أفضل للمحيط مع صورة عملانية مشتركة. ويمكن لهذه المعلومات أن تُغطِّي مجموعة من المجالات، على غرار إمكانية الحصول على تغذية فيديوية من «عربة جوّية غير آهلة» UAV، ومعلومات عن «الحشوات المتفجِّرة المرتجلة ميدانياً» IED في منطقة محدَّدة، وتحديد هويّة القوات الصديقة، والمسح الثلاثي الأبعاد وما إلى هنالك، ما يوفّر وصلة بينيّة للمنصّات الآهلة والأخرى غير الآهلة من أجل خوض القتال معاً على نحو أمثل.

i-Aware TM-NVG Fusion
Lightweight Night Vision Binocular
ThermoSight T75
ENVG III/FWS-I
NYX-200
FusionSight
Linx
Harris AN/PVS-14
BONIE-DI/IRR I2 NVG
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2018
رقم الصفحة
62

أخر المقالات