القوات الجوية الإماراتية: ما بين F-35 و Su-35S
أعلن مسؤول كبير في القوات الجوية الإماراتية أهمية تبادل المعلومات بين الشركاء الدوليين في ميادين القتال، وذلك خلال مؤتمر للقادة الجويين في مختلف أنحاء العالم، وبعد يوم واحد من إعلان الولايات المتحدة أنها تدرس إمكانية بيع المقاتلة الضاربة المشتركةF-35 المدعمة بحرب الشبكة المركزية إلى حلفائها من دول الخليج.
«من المشهد الصحراوي إلى البيئة الحضرية المكثفة، نواجه عدواً قابلاً للمواءمة والتكيف... وهناك حاجة لتدفق ثابت ومستمر للمعلومات لضمان استهداف دقيق في الوقت المناسب»، بحسب ما قال العميد راشد الشمسي، نائب قائد القوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي، خلال مؤتمر القادة الجويين الذي انعقد في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، على هامش فعاليات معرض دبي للطيران 2017. وأضاف الشمسي: «لا يمكن الوصول إلى عمليات الاستخبار والمراقبة والاستطلاع في الوقت الحقيقي إلا عند تقديمها ومشاركتها كجزء من شبكة واسعة».
ويأتي تصريح الشمسي بعد ساعات قليلة من تأكيد نائب رئيس أركان القوات الجوية الأميركية ستيفان ويلسون Stephen Wilson، أن حكومته ما زالت في المراحل المبكرة من المناقشات حول بيع مقاتلة F-35 إلى حلفائها من دول الخليج.
وأوضح ويلسون في مؤتمر صحافي: «إن مقاتلاتF-35 على وجه التحديد، تتشارك مع العديد من التحديات. وتجري المناقشات الآن مع الإدارة الأميركية الجديدة حول بيع هذه المقاتلات إلى الدول الشريكة التي تحتاج إليها وتطلب استحواذها.
تعتبر القوات الجوية الإسرائيلية حالياً المشغّل الحصري لهذه المقاتلة الشبحية، التي تصنعها «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin، في منطقة الشرق الأوسط. وتفيد التقارير أن أبو ظبي طلبت مراراً وتكراراً تقديم دراسة خاصة سرية حول البرنامج، تم رفضها من قِبَل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بسبب التزام واشنطن بالحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي. والآن، يبدو أن الإمارات العربية المتحدة قد تصبح أول عميل في الشرق الأوسط، إلى جانب إسرائيل، يستخدم هذه المقاتلة.
تصوِّر الحكومة الأميركية مقاتلة F-35 ككمبيوتر عملاق قادر على إعطاء كميات هائلة من المعلومات وتوزيع تلك المعلومات بسلاسة على مختلف القوات المسلحة ما يغيِّر قواعد اللعبة في مجال الحرب الجوية.
ويتابع ويلسون: «لا ينبغي أن نطلق على F-35 تسمية طائرة، بل هي كمبيوتر عملاق يحلّق في الجو». في حين أكّد الشمسي أن الإمارات العربية المتحدة تخطط للاستثمار في حرب الشبكة المركزية، بما في ذلك الأمن السيبراني على الرغم من أن هذا الاستثمار لن يكون زهيد الثمن. ويسترسل قائلاً: «إن الشبكات السيبرانية والمعلوماتية إضافة إلى الأمن الجوي والدفاع أثناء الليل سيحتل مركز الأولوية على مدى السنوات المقبلة. وحيث إننا نتطلع إلى المستقبل، فنحن نحتاج إلى ضمان شبكات معلومات سريعة، واعتمادية أو موثوق بها وآمنة. وبالنسبة إلى الإمارات العربية المتحدة ستشكل حيازة «مقاتلة الجيل الخامس» خطوة نحو تحقيق حرب الشبكة المركزية، بيد انه أكد أن المناقشات حول شراء المقاتلة الجديدة ما زالت في المراحل الأولى».
الخيار الثاني للقوات الجوية الإماراتية هو مقاتلة Su-35 الروسية ذات المناوراتية العالية والتي اكتسبت سمعة طيبة بعد مشاركتها في معرض دبي للطيران وعززت الفرص المحتملة لتصديرها. وتوقعت مجموعة من المصادر الروسية، بما في ذلك وكالة «تاس» TASS، أن الإمارات ستوقع عقداً لشراء عدد يراوح بين 12 و 18 مقاتلة Su-35S. وتم الإعلان عن الاهتمام الإماراتي بالمقاتلة خلال معرض دبي للطيران 2015 وتجدد في معرضIDEX 2017 في مطلع العام 2017.
تجدر الإشارة إلى أن دنيس مانتوروفDenis Manturov، وزير الصناعة والتجارة الروسي أعلن في 17 نيسان/ أبريل الفائت أن الإمارات تسلمت الوثائق التقنية والمعلومات اللازمة لتقييم مقاتلة Su-35S. وعلى الرغم من وصف المحادثات حالياً بأنها «في مرحلة التفاوض قبل إبرام العقد»، ذكرت وكالةTASS أن المفاوضات جرت خلال فعاليات معرض دبي للطيران 2017.
Su-35S هي طراز مشتق ومحسّن جيداً من Su-27، المعروفة في حلف شمال الأطلسي تحت مسمى «فلانكر» Flanker، تُدفع بمحركات مجهزة بنظام التحكم ذي الدفع الموجهThrust Vectoring Control، وهي مجهزة بقمرة قيادة زجاجية حديثة مع شاشات عرضLCD، وأجهزة التحكم HITAS ورادار صفيف المسح الإلكتروني النشط INO 35 Irbis-E ، وليس لها أية صلة مباشرة بالمقاتلة الأصلية Su-35 (أوSu-27M) التي حلّقت للمرة الأولى في العام 1988.
وعلى الرغم من أن الهدف الأول هو التصدير، فقد وقّعت وزارة الدفاع الروسية طلباً لحيازة 38 مقاتلة Su-35S في العام 2009، وأعقبته بسرعة بطلب آخر لِـ 50 مقاتلة إضافية.
تم تسليم أول مقاتلة Su-35S إلى وزارة الدفاع الروسية لإجراء اختبارات مشتركة في أيار/ مايو من العام 2011، كما تم تسليم الدفعة الأولى المؤلفة من 12 مقاتلة إلى القوات الجوية الروسية في كانون الأول من العام 2013، ودفعة ثانية من 10 مقاتلات في شباط/ فبراير العام 2014 مؤشرة بذلك دخول هذه المقاتلات الخدمة العملانية. ويستخدم هذا الطراز حالياً من قِبَل فوج الطيران الثالث والعشرين في قاعدة Centralnaya Uglovaya الجوية قرب Vladivostok، وفي قاعدة Besovets الجوية بالقرب من الحدود الفنلندية.
تم نشر أربع مقاتلات Su-35S في قاعدة حميميم الجوية في سوريا في كانون الثاني/ يناير من العام 2016، وحقق هذا الطراز القدرة العملانية الكاملة في أيلول/ سبتمبر العام 2017.^
