حضور قوي للشركات الدفاعية السعودية
أعلنت وزارة المالية السعودية في 19 كانون الأول/ ديسمبر الفائت عن ميزانيتها الدفاعية لعام 2018 البالغة 56 مليار دولار أميركي، بزيادة قدرها %10 عن ميزانية العام 2017، وتضمنت لأول مرة تفاصيل محددة عن كيفية الإنفاق حيث سيتم تخصيص 10.2 مليارات ريال سعودي من إجمالي الميزانية لبرامج ومشاريع التنمية الجديدة، و 26.5 مليار ريال لمجموعة من الأنشطة الرامية إلى تعزيز القدرات العسكرية السعودية، إضافة إلى دعم القطاع الصناعي للدفاع المحلي، وتوفير 3.5 مليارات ريال لدعم قطاع التعليم العسكري. وتعتبر هذه الميزانية الأكبر في تاريخ المملكة العربية السعودية وتؤكد رغبة المملكة في تطوير صناعتها الدفاعية بالتوازي مع رؤية 2030.
وكان للشركات الدفاعية السعودية حضور لافت وقوي في معرض «دبي للطيران 2017» حيث عرضت «شركة الإلكترونيات المتقدمة» Advanced Electronics Company أوAEC أنظمتها في مجال الفضاء السيبراني وعدداً من أنظمة وحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تم تصميمها وتطويرها من قِبَل مهندسين وفنيين سعوديين ذوي مهارات عالية.
ولعبت الشركة دوراً رائداً في مجال الإلكترونيات الحديثة والتصنيع، وتكامل النظم وخدمات الإصلاح والصيانة. وقد كوّنت لنفسها اسماً وسمعة في مجال التصميم والتطوير والتصنيع، وتنفيذ التحسينات والدعم اللوجستي للمنتجات الإلكترونية والأنظمة.
يوفر حل نظام الأمن السيبراني للشركة تصميم وهندسة حلول واقعية يقوم على بيئة الأعمال للحد من التهديدات والمخاطر للأعمال. وتقوم البنية الأمنية لشركة AEC على أساس مبادئ الدفاع، وآليات الدفاع الشاملة والمتعددة المستويات، المدعومة بخبرة واسعة، كما تم إنجاز قدرات الدفاع عن شبكة الحاسوب (Computer Network Defence CND)، التي يمكن تطويرها بحيث تصبح أكثر تقدماً.
وتضمن هذه القدرات للمؤسسة عدة مستويات من الحماية يمكن أن تحبط أشد قراصنة الحواسيب سوءاً وخطراً، كما يسهم التصميم أيضاً في إحلال التوازن بين الحماية والكلفة، وهذا يوفر حلاً أمنياً أمثل من حيث اقتصادية الكلفة وفاعليتها.
ويقوم الخبراء الاستشاريون في شركةAEC بتقييم وتحليل الشبكات وأنظمة المعلومات لتصميم الهيكل الأمني الذي يطبق سياسات الأمن السيبراني. وعلاوة على ذلك، فإنها – كطرف ثالث – تقدم المشورة المستقلة حول المخاطر، استناداً إلى المعايير والأصول الدولية المتّبعة.
ومن الحلول الأمنية الأخرى للشركة حَوْكَمة الأمن السيبراني، وهي أيديولوجية شاملة للحفاظ على وضع أمني مدروس وتنظيمه. ويتمتع خبراء الشركة بخبرات ومعرفة متعمقة وشاملة في عملية منع تدمير المعلومات الحساسة أو سرقتها أو تغييرها أو إساءة استخدامها. ومن غير الممكن – في بيئات الأعمال المربوطة شبكياً اليوم – تحقيق الأمن السيبراني إلا من خلال مجموعة من التدابير الأمنية المادية والتقنية.
وتسعىAEC للدخول إلى إنتاج %60 من إلكترونيات المقاتلات السعودية وإسنادها الفني بحسب ما صرّح محمد بن عبد الله الخليفة النائب الأعلى لرئيس الشركة والمدير العام لوحدة أنظمة الدفاع والفضاء الذي سلط الضوء على مساهمة الشركة في تحقيق رؤية 2030 وتوطين الصناعات العسكرية في المملكة إضافة إلى التكامل الخليجي في المجالات الدفاعية. وأبرمت الشركة خلال فعاليات المعرض اتفاقيات مع شركتي «رايثيون» Raytheon و «فستل» VESTEL التركية لتصنيع وإصلاح الأنظمة الإلكترونية الخاصة بالعربات الجوية غير الآهلة داخل المملكة. ووقّعت أيضاً اتفاقية مع تحالف الشركات السعودية لصناعة الطيران تقوم بموجبها بتصنيع بعض الأنظمة الطيرانية لهذه الشركات. وتعتزمAEC افتتاح مركز تدريب طيراني معتمد في مدينة الدمام يستهدف تدريب الطيارين المدنيين السعوديين وغير السعوديين على السواء.
كذلك كانت لشركة «السلام لصناعة الطيران» مشاركة فعّالة في المعرض مختلفة عن سابقاتها، حيث تأتي بعد إطلاق هوية الشركة الجديدة ومواكبة التطوير الذي شهدته قدراتها الفنية خلال السنوات الأخيرة ودخولها مجال التصنيع، ومساهمتها في تحقيق رؤية المملكة 2030 في ما يخص دور الشركات الوطنية في توطين الصناعات العسكرية السعودية.
إلى ذلك عرضت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مع شريكيها «شركة تقنية للطيران السعودية» وشركة «أنطونوف» Antonov الأوكرانية خلال فعاليات المعرض طائرةAn-132D المتعددة المهام، وتعتبر هذه المشاركة خطوة مهمة في مجال تسويق هذه الطائرة محلياً وإقليمياً وعالمياً. وتستخدمAn-132D في مهام النقل العسكري للأفراد والمعدات وتتميز بقدرتها على استيعاب ونقل أجهزة ومعدات الحرب الإلكترونية والقنص الجوي المحدود. ومن مميزات الطائرة قدراتها على التحليق على ارتفاع 28000 قدم بمجموعة تصل إلى 9.2 أطنان وقطع مسافة 4500 كلم من دون حمولة بسرعة 550 كلم في الساعة، وتم تزويدها بمحركات من طرازA150 صنع «برات أند ويتني» Pratt & Whitney بقوة 5070 حصان لكل محرك ونظام إلكترونيات متقدم، ونظام ملاحة والعديد من الأنظمة الحديثة.
وتناقش شركة «أوشكوش ديفنس» Oshkosh Defense مع «شركة التدريع السعودية» خططاً لتصنيع عرباتها المدرعة في المملكة العربية السعودية. وتجدر الإشارة إلى أنه في حال إتمام العقد سيكون نقلة نوعية خصوصاً وأن الشركة الأميركية لم تقبل سابقاً نقل التكنولوجيا التي تنتجها إلى دول أخرى. وأوضح جان مانسفيلد John Mansfield، نائب رئيسOshkosh Defense أن شركته تبحث عن شراكات في الشرق الأوسط لتصنيع التكنولوجيا في المملكة العربية السعودية لتكون جزءاً من رؤية المملكة 2030.
وإلى ذلك، عرضت «مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية»، خلال فعاليات المعرض، طائرتها الاستراتيجية غير الآهلة «صقر 1» التي تم تصميمها وتصنيعها بأيادٍ وطنية سعودية، وتتميز هذه الطائرة بقدرتها على التحليق على ارتفاع متوسط يصل إلى 20.000 قدم، وإمكانية الإقلاع والهبوط التلقائي، واستخدام «البراشوت» في حالة الطوارئ وحمل كاميرات تصوير نهارية وليلية، كما يمكن تجهيزها بتكنولوجيات رادارية وتقنيات الحرب الإلكترونية والتشويش الإلكتروني والتنصت، إضافة إلى حمولتها للقنابل والصواريخ.^